كنت أمشي امس وحدي كعادتي أتأمل و أفكر في حالي و حال من حولي فناداني شاب في سني تقريبا يرتدي بدلة الامن الزرقاء و يمسك جريدة في يده كان يحرس أحد المحلات , ثم سألني كابتن بتعرف تقرأ ؟ فقلت الحمد لله !ثم قال طب ممكن تقرالي حاجة , فتعجبت هل من أنسان في هذه البلد ما زال لا يقرأ فرددت عليه فين ؟ فقال لي اقرالي برج السرطان فقرأت له ما شاء ثم هظرنا قليلا و انصرفت لحالي الا ان عقلي توقف عند هذا الموقف كيف يقف هذا الانسان في هذا المكان وهو لا يستطيع القرائة , و أخذت أردد بس ده أنسان بس ده أنسان ألا تعلم ما معني أنسان فالأنسان هو أخطر مخلوق فمهما كان جاهلا و قليل الحيلة فلن يصل أبدا إلي الحيوان فلا نعلم مدي قدرة هذا الإنسان إذا تعلم القرأ و قرأ و تثقف فربما يغير البشرية ,فقلت لنفسي ماذا لو علمته القرائة فلعل هذا يكون سببا لدخولي الجنة , فرددت علي نفسي هل سأجور علي وقت تطوير نفسي أم وقت الأختراع الذي أخطط له و لم أبدأ فيه بعد , أم وقت تبادل الخبرات و نشر المقالات مع الزملاء و الاصدقاء في النت أم وقت الرياضة أم وقت راحتي , فأنا لا أجد متسعا من الوقت لنفسي فماذا عن الأخرين , فأخذت افكر مرارا و تكرارا هل أعود و اعرض عليه أن أعلمه ام أستأنف طريقي و أسير في جهة البيت , فقلت لنفسي لعل الله يدلني علي بعد أخر من الوقت تصبح فيه الدقيقة كالساعة هذا نابع من إيماني بأن الله خالق الوقت هو الأول الأخر , فوجدت نفسي ألتفت اللي الرجل لأعرض عليه هذا العرض , و أثناء سيري كنت افكر و أعتقد أن هذا الرجل يريد التعلم لانه يمسك الجريدة محاولا فك ما بها من طلاسم , فوقفت بعيدا في حيرة و تردد انظر إليه و هو ماسك الجريدة يحدق بها هل أذهب إليه و أعرض عليه أم أتراجع و أتنازل عن الفكرة فتقدمت إليه و قلت له انت مش عايز تتعلم ؟ فرد لا ميخصنيش فقلت له ليه يا راجل دي القراية مهمة جدا خصوصا في زمانا هتفهم كل حاجة حوليك فقال لا شكرا فنظرت له بنظرة يجمعها الأحباط و الأستغراب فلم أجد ما أقوله سوي طيب خلاص ..سلام عليكم فرد عليا السلام و رحلت مستعجبا لماذا رفض هذا الرجل هذا العرض و أخذت أفكر مرارا و تكرارا كيف فضل الله بين الناس ليستوي ميزان الكون و نجد العامل عامل و يرضي بما قسم الله و العالم عالم و يحمد الله علي ما أتاه من علم , فلا يستوي قول من قال الدنيا ظلمتني و أبوية معلمنيش فإن كان القائل يرغب فعلا في التعليم ما وقف أمامه أنسان و ما منعه مخلوق ليحول بينه و بين رغبته و أرادته , فلم يظلم المجتمع الجاهل بل هو أول من ظلم نفسه بعدم البحث عن العلم و لو من أي طريق و ظلم من حوله بأتهامهم أنهم هم السبب فيما هو عليه و أنهم أجرموا في حقه , فالعلم كالذهب لا يشعر بقيمته إلا حامله فكما يعطي صاحبه صواب الرأي و حسن التصرف و الحكمة فيعطيه الثقة بالنفس و احساس أعمق بالوجود و يجعله يشعر بضألة هذا الجسم أمام ما يحمل بداخله من علم و يمنع عنه الأكتئاب و يقرب منه ذوي العلم بمناقشاتهم الراقية و اللسنتهم الصائبة و يبعد الجهلاء بلغوهم و عشوائيتهم و بذائتهم فمن منا لا يتمني أن تشع هالة النور من عقله و الضريبة التي سيدفعها ستكون تعب و كد و بحث عن علم حقيقي نافع مهما كان المجال ..0
Sunday, June 24, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
1 comment:
fe3lan en allah la yo3'ayor ma bekawmen 7ata yo3'ayro ma beanfosehem
Post a Comment