أكتب اليوم و يقطر دمعي من هول ما رأيت ,أحساس يمتكلني بالعجز و الأسي علي ما وصلنا إليه من ظلم و طغيان و خراب في الأرض , فقد رأيت جنود جبناء يرتدون اقنعة و دروع يختبئون خلف سواتر و حصون تغطي عليهم نيرانهم فلولا كل هذا ما احتمل الجندي الرعب من مقاتل مسلم ربما يكون غير موجود في ذلك الوقت , نعم هم قتلة الأطفال و الشيوخ و النساء حتي الحيوانات لم يتركوها , نعم هم الجنود الأمريكان اخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ,قتلوا مئات الألاف ربما ملايين من اخواننا العراقيين المسلمين فماذا نحن فاعلون , امازال معظم شبابانا يرقص و يغني ولا يتكلم و إن سألت الجاهل ممن يعترف بجهله و عجزه يقول (( و أنا مالي انا يعني اعملهم ايه )) و يقول الجاهل الذي يدعي العلم (( ما هو صدام يستاهل و هو السبب في الحرب دي )) فما ذنب الشعب العراقي بصدام , فقد امرنا الله بقتال الذين كفروا لأن الله أعلم بنفوس الناس فالله يعلم نفسية الكافر و يعلمنا كيف نتعامل معهم , فلو بحثنا علي مر العصور نجد قريش و ظلمها للرسول ثم الحملات الصليبية ثم الأحتلال الأنجليزي و الفرنسي و الأمريكي للدول الأسلامية ,فهؤلاء الناس همج لا يفرقون بين القتل و القتال , فعلمهم هذا يرجع إلي تأخرنا الناتج عن أبتعادنا عن الأسلام طمعنا في المال و الشهوات فلو تمسكنا بديننا و قيمنا ما هرب العلماء ما هرب كل من له عقل يفكر ليشق طريقه طمعا في المال و الجاه لم يذكروا الأية الكريمة (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبينا)) أنه نهي من الله بأتخاذ الكافرين أولياء حتي لا يكون عليكم من الله حجة قوية على استحقاقكم العذاب, أنه أمر خطير فلماذا ينام و يصحوا بعضنا علي حلم السفر لأمريكا و غيرها و العيشة بها ألم يذكر هذه الأية , أم نسي الله و نسي الأخرة وركز كل أماله في الدنيا فلماذا يتفاخر البعض بالكلام بلغة أجنبية أو بالحديث عن أمريكا أظهارا منه لمظاهر الترف التي يعيشها , لماذا نعلم أولادنا تعليما امريكي و نتفاخر بذلك أنسينا ديننا أم هي متطلبات عصرنا ! فهل يفرق الله في العذاب بين عصر و عصر , فما نحن فيه ليس تغيرا في الزمن بل هو تغير مؤقت في أنفسنا و أفكارنا و عمليات غسيل مخ تحدث لنا نشارك نحن فيها و نحن لا نشعر , فيتملكني احساس اننا لن نعود إلي رشدنا و هدانا إلا بصدمة , فما أصعب هذه الصدمة , سأترك الأمر لكل قارئ ليستشف كيف تكون هذه الصدمة التي تفيق كل هؤلاء , فسأعطي لك مثلا تستشف منه كيف أقتربت هذه الصدمة كما أقترب نهاية الظلم , فالزمن يشبه الحلقة الممغنطة تدور بسرعة غير منتظمة و ناس داخل هذه الحلقة فكلما درات هذه الحلقة قلبت معها الأحداث و العصور, و ظلم الظالمين و طغيان الطاغوت مثل هتلر و موسيليني و بوش أشبه المعدن الأسود الثقيل فإذا ساد الجهل و انتشر الفساد أنجذب هذا المعدن الأسود في اسفل الحلقة , و إذا أستمر الناس في جهلهم و فسادهم و عدم أعترافهم بالحق دارت الحلقة حاملة معاها هذا المعدن الأسود فكلما أرتفع كلما زاد طغيان الطاغية و زاد الناس جهلا بقولهم علي هذا الطاغوت قوة عظمي و تصرفهم علي هذا الاساس فإذا تجاوزت نقطة المنتصف في ربع الدورة الأولي يشعر الطاغوت بسهولة أكثر في ظلم الناس و خداعهم حيث يتركز الحمل علي الحلقة نفسها ليس علي قوة التجاذب فتبدأ الحلقة بزيادة سرعتها و يتناسي الطاغوت قوة التجاذب بين المعدن و الحلقة ولا يهتم بها فتقل قوة التجاذب فتزداد سرعة الحلقة و فيصل الظلم إلي ذروته حين وصول المعدن الأسود إلي قمة الحلقة و هنا تحدث الصدمة ربما الكارثة التي تفيق الناس فيحدث أنقلاب للحلقة في الجهة الأخري بسرعة شديدة متأثرة بوزن المعدن فيسقط المعدن الأسود و يطير بعيدا عن الحلقة فيتغير الناس في شهور و ينصلح حال الأمة , فها نحن قد أقتربنا من القمة , ذروة الطاغوت في الأرض فإتقوا الله أحفظوا أنفسكم و لا تخسروها , و أفعلو كل ما اتيتم من قوة لنصر الأسلام و رفعت كلمته في أنفسكم و بينكم و بين الناس